من المقرر أن تجري تركيا انتخاباتها البرلمانية والرئاسية في عام 2023 ، ويشهد المشهد السياسي للبلاد حاليًا تحولًا كبيرًا. ظل الحزب الحاكم ، حزب العدالة والتنمية ، في السلطة منذ ما يقرب من عقدين وسيطر على السياسة التركية خلال تلك الفترة. ومع ذلك ، تشير التطورات الأخيرة إلى أن قبضة حزب العدالة والتنمية على السلطة قد تتراجع ، وقد تكون انتخابات عام 2023 هي الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث.
## المشهد السياسي الحالي
وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002 ، واعدًا بتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في تركيا. عمل زعيم الحزب ، رجب طيب أردوغان ، كرئيس للوزراء لأكثر من عقد من الزمان قبل أن يصبح أول رئيس منتخب بشكل مباشر للبلاد في عام 2014. خلال هذا الوقت ، نفذ حزب العدالة والتنمية سلسلة من الإصلاحات التي أدت إلى تحديث البلاد وحفزت النمو الاقتصادي. ومع ذلك ، فقد اتُهم الحزب أيضًا بالاستبداد والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
تعرضت هيمنة حزب العدالة والتنمية على السياسة التركية للتحدي في السنوات الأخيرة من قبل عدد من العوامل. الأول هو صعود حزب معارض جديد ، حزب الشعب الديمقراطي (HDP). تم تشكيل حزب الشعوب الديمقراطي في عام 2012 وأصبح منذ ذلك الحين ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي. يأتي دعم الحزب إلى حد كبير من الأقلية الكردية في تركيا ، لكنه اكتسب شعبية أيضًا بين الناخبين ذوي الميول اليسارية.
العامل الثاني الذي يتحدى هيمنة حزب العدالة والتنمية هو ظهور تحالف سياسي جديد ، تحالف الأمة. تم تشكيل هذا التحالف في عام 2018 ويتكون من أربعة أحزاب معارضة: حزب الشعب الجمهوري (CHP) ، والحزب الصالح (IYI) ، وحزب السعادة (SP) ، والحزب الديمقراطي (DP). اكتسب تحالف الأمة قوة جذب كبيرة في السنوات الأخيرة وينظر إليه على أنه تحدٍ خطير لهيمنة حزب العدالة والتنمية.
أخيرًا ، هناك استياء متزايد بين الجمهور التركي من أداء حزب العدالة والتنمية. كان الاقتصاد يكافح في السنوات الأخيرة ، مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة. كما تم انتقاد استجابة الحكومة لوباء COVID-19 ، حيث اتهم البعض حزب العدالة والتنمية بسوء إدارة الأزمة.
## انتخابات 2023: ماذا تتوقع
بالنظر إلى هذه التحديات ، تتشكل انتخابات 2023 لتكون الأكثر تنافسية في تاريخ تركيا الحديث. من المرجح أن يواجه حزب العدالة والتنمية تحديًا قويًا من تحالف الأمة ، الذي أظهر بالفعل قدرته على الفوز في الانتخابات المحلية في المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة. ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي حزب الشعوب الديمقراطي أداءً جيدًا ، لا سيما في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا.
أحد العوامل التي يمكن أن تعمل لصالح حزب العدالة والتنمية هو استمرار شعبية أردوغان بين شرائح معينة من السكان الأتراك. لا يزال أردوغان شخصية جذابة ينظر إليه العديد من الأتراك على أنه زعيم قوي. ومع ذلك ، فقد تضاءلت شعبيته في السنوات الأخيرة ، ولم يعد يمثل القوة السياسية التي لا تقهر كما كان في السابق.
عامل آخر يمكن أن يؤثر على نتيجة انتخابات 2023 هو الاقتصاد. إذا كان حزب العدالة والتنمية قادرًا على تغيير الأمور وتحسين الظروف الاقتصادية ، فقد يستعيد بعض الدعم الذي فقده في السنوات الأخيرة. ومع ذلك ، إذا استمرت الأوضاع في التدهور ، فقد يكون الحزب في مأزق.
بالإضافة إلى هذه العوامل ، هناك عدد من القضايا الأخرى التي يمكن أن تلعب دورًا في انتخابات 2023. من بينها الصراع المستمر في سوريا ، وعلاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي ، وسجل البلاد في مجال حقوق الإنسان. يمكن أن تؤثر كل من هذه القضايا على كيفية إدلاء الناخبين الأتراك بأصواتهم في عام 2023.
## خاتمة
من المرجح أن تكون انتخابات 2023 في تركيا هي الأكثر أهمية في تاريخ البلاد الحديث. تتعرض هيمنة حزب العدالة والتنمية على السياسة التركية للتهديد ، وسيواجه الحزب تحديًا قويًا من تحالف الأمة وحزب الشعوب الديمقراطي. ستعتمد نتيجة الانتخابات على عدد من العوامل ، بما في ذلك شعبية أردوغان ، وحالة الاقتصاد ، ومجموعة من القضايا الأخرى. مهما حدث ، فإن انتخابات عام 2023 ستشكل مستقبل السياسة التركية لسنوات قادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا